صورة القدس في ديواني (القدس المفترسة) لشولاميت هارئيفين و(أحبك أو لا أحبك) لمحمود درويش - دراسة سيميائية مقارنة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرّس الأدب العبري الحديث - كلية الآداب- جامعة الإسكندرية

المستخلص

ظهر جيل كامل في الأدب الإسرائيلي يعبر أصحابه عن رفضهم المطلق لواقع وطنهم  فيما أطلق عليه: "أدب الاحتجاج"، دعاهم إلى ذلك التوجه الحلقة المفرغة من الحروب التي لا تنتهي، وانكشاف وهم المدينة الفاضلة التي رسمتها الصهيونية، فيما اتضح أنها لم تكن أكثر من سراب؛ من هذا الجيل كانت الشاعرة الإسرائيلية (شولاميت هارئيفين). ويمثل ديوانها (القدس المفترسة)، صفحة من الصفحات الأولى في السلسلة المبكرة لشعر الاحتجاج الإسرائيلي وذلك قبل البداية الفعلية لما أطلق عليه فيما بعد (أدب الاحتجاج)؛ حيث رسمت فيه شولاميت صورة للمدينة الحلم التي أصبحت كابوسا.
وعلى الجانب الآخر، كان لابد لصوت الرفض الفلسطيني أن يرد على الرفض الإسرائيلي؛ فكان ديوان  الشاعر الفلسطيني محمود درويش (أحبك أو لا أحبك)، الذي يمثل سادس دواوين درويش الشعرية وبداية دخوله عالم قصيدة النثر؛ والديوان يحمل حالة مشابهة لما طرحته شولاميت هارئيفين من رثاء الذات الفلسطينية والتساؤل ذاته الذي طرحته شولاميت في بعض قصائدها في ديوان (القدس مفترسة) أي نوع من المدن تكون القدس؟ أهي المدينة المحببة أم أنها المدينة القاسية على أحبتها التي تجعلهم يدفعون ثمن حبها.
وهنا تصبح صورة المدينة ذاتها مرهونة بالأنساق الثقافية والفكرية والتجربة الذاتية التي تصنع وجدان الشاعر؛ فكلّ من شولاميت ودرويش قد عاشا في القدس؛ وكل منهما يرى فيها موطنه الذي يعاتبه ويعاتب فيه قسوة الظروف، لكلّ منهما في القدس حلم ضائع، وحبيب غيّبته الحروب؛ وهو ما يتيح لسيمياء الصورة أن تلعب دورها في الدرس الدلالي، لتصبح القصيدة ينبوعا يتفجّر بالدلالات، وتصير القدس رمزا متعدّد الأوجه.

  •  

    أ-أمنون كوهين: القدس: دراسات في تاريخ المدينة، ترجمة: سلمان مصالحة، القدس 1990، ص80.

    ب- انظر: " ... ملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزا وخمرا..." تكوين: 18:14

    كذلك نجد أنّه عندما واجه يشوع تحالفا من سكان الأرض الأصليين ضم ملوكا خمسة كان منهم " أدوني صادق ملك أورشاليم" يشوع: 1:10

    وفي سفر القضاة نجد أنّ يبوس هي ذاتها أورشاليم: " وذهب وجاء إلى مقابل يبوس، هي أورشاليم، ومعه حماران مشدودان..." قضاة:10:9

    وفي سفر نحميا نجد الاسم (أورشاليم) صريحا: " وسكن رؤساء الشعب في أورشاليم ..." نحميا 1:11

    أمّا في المزامير فنجد الاسم المعروف (القدس): "ارفعوا أيديكم نحو القدس وباركوا الرب" 134: 2-3

    انظر حول تعدّد تسميات القدس : هابيل فهمي عبد الملك: أورشاليم القدس منذ أقدم العصور حتى بداية العصر الروماني: دراسة تاريخية وثائقية ، وذلك ضمن (القدس التاريخ والمستقبل، أبحاث الندوة الدولية للقدس التي عقدت بمركز دراسات المستقبل، جامعة أسيوط، تحرير: محمد منصور إبراهيم: جامعة أسيوط 1997، ص: 193- 194.

    ج- انظر: جمال عبد السميع الشاذلي، نجلاء سالم: الشعر العبري الحديث – مراحله وقضاياه: الثقافة الجديدة للنشر والتوزيع – 2016- ص 36-38

    د- السابق: ص 40-43

    ه- الهاجاناه هي منظمة عسكرية سرية تأسست في فترة الانتداب البريطاني وارتبطت بنقابة العمال الهستدروت، ولعبت دورا في الأعمال الإرهابية التي كانت تتم ضد العرب بهدف التوسع الاستيطاني الصهيوني.ثم تركت قواتها المدربة للجيش الإسرائيلي سنة 1948.

    و- انظر جمال الشاذلي، نجلاء سالم: الشعر العبري الحديث مراحله وقضاياه: ص.44

    ز- הגעגועים האסורים – או, מה שולמית הייתה אומרת על המצב

    מאת ILAN SHEINFELD ILAN@ISHEINFELD.COM • 15 באוגוסט 2012ע

    גם עיין, אלי אשד, שולמית הראבין, יוצרת ישראילית,

     14-1-20http://kulmosnet.co.il/articles/eshed/areven/areven.htm

    ح- الشاعر الفلسطيني محمود درويش: (1941-1998) ولد في إحدى القرى الفلسطينية في الجليل، خرجت أسرته سنة 1948 مع اللاجئين الهاربين إلى لبنان، ثم عادت الأسرة متسللة بعدها بعام لتجد القرية الفلسطينية قد أقيمت مكانها مستوطنة إسرائيلية. فعاش مع عائلته في الموشاف الجديد. يمثل محمود درويش نموذجا للمواطن الفلسطيني بعد الاحتلال الإسرائيلي أو من أطلق عليهم عرب 1948، حيث تعلّم وعمل في الدولة الجديدة وفقا للأوضاع الجديدة التي فرضها الاحتلال، وعمل في جريدة الفجر التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي، ثم اعتقل بسبب آرائه السياسية سنة 1961. سافر إلى الاتحاد السوفيتي للدراسة، لم أقام بوصفه لاجئا في القاهرة، وكان عضوا بارزا في منظمة التحرير الفلسطينية. عاش في باريس لسنوات طوال، ثم توفي في الولايات المتحدة الأمريكية إثر إجراء عملية قلب مفتوح، ووري جسده الثرى في رام الله بفلسطين.

    للمزيد انظر:

     الجزار، محمد فكري. الخطاب الشعري عند محمود درويش. القاهرة: ايتراك للطباعة والنشر والتوزيع، 2001.

    حمزة، حسين. "محمود درويش، ظلال المعنى وحرير الكلام." موسوعة أبحاث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث: الأدب المحلي، اعداد وتحرير ياسين كتاني. ط.1، ج.1. باقة الغربية: مجمع القاسمي للغة العربية وآدابها، 2011. 423-445.

    • ميجان الرويلي – سعد البازعي : دليل الناقد الأدبي – المركز الثقافي العربي – بيروت-الدار البيضاء –ط5-2007-ص 177
    • السابق ص 178
    • السابق
    • نقلا عن : تزفيتان تودوروف: نظريات في الرمز – ترجمة محمد الزكراوي – المنظمة العربية للترجمة – بيروت- 2012- ص 20
    • انظر بوسكين مجاهد: من العلامة إلى التلقي والتأويل ( امبرتو ايكو والتأويل تحت مظلة السيميائيات)، أيقونات، المجلد ٥، عدد ٦، ٣٠-٣-٢٠١٨ ، من ص ٣٩ حتى ٤٥
    • انظر السابق.
    • سيزا قاسم : القارئ والنص ، العلامة والدلالة :الهيئة المصرية العامة للكتاب – 2014
    • السابق ص 25
    • دليل الناقد الأدبي : ص 181
    • السابق ص 182
    • د.رشيد الإدريسي : سيمياء التأويل – الحريري بين العبارة والإشارة : دار رؤية للنشر والطباعة –القاهرة -2010- ص 14
    • السابق ص 14
    • السابق ص 15
    • سيزا قاسم : ص 26
    • 15-السابق : ص 37
    • انظر السابق : من ص39 -48
    • انظر د. حسين خمري: نظرية النص من بنية المعنى إلى سيميائية الدال – الدار العربية للعلوم-ناشرون- منشورات الاختلاف – بيروت- 2007- ص 35
    • فاطمة الشيدي : المعنى خارج النص ، أثر السياق في تحديد دلالات الخطاب-دار نينوى – دمشق – 2011- ص 91

    19- T- Todorov et O.Ducrot: Dictionnaire encyclopedique,p.375.

    20- السابق ص 92

    • عبد الستار جواد : لغة النص – مجلة أفكار- العدد 1996- العدد 127- 128- ص29
    • سالم عباس خداده : النقد والسياق ، مجلة العلوم الإنسانية ،ع2، جامعة البحرين – 1999- ص 113
    • فاطمة الشيدي : المعنى خارج النص : ص 93
    • نقلا عن: فاطمة الشيدي : المعنى خارج النص : ص 94
    • انظر السابق في تعريف مفهوم السياق وعناصره ص 27-33
    • انظر السابق ص 67
    • السابق ص 67
    • انظر المزمور الأول من مزامير داوود – العهد القديم .
    • فاطمة الشيدي: المعنى خارج النص : ص 94
    • نفسه ص94
    • عدنان حسين قاسم:الاتجاه الأسلوبي البنيوي في نقد الشعر العربي ، الدار العربية للنشر والتوزيع ، ج م ع ، 2001، ص 241
    • شفيع السيد : قراءة الشعر وبناء الدلالة ، دار غريب للنشر والتوزيع، القاهرة 1999، ص 3
    • انظر http://kitabat.com/2014/02/26/

    توظيف المربع السيميائي في التحليل

    • שולמית הראבין, ירושלים דורסנית, ספריית פועלים,1962, ע''ם
    • الأعمال الكاملة لمحمود درويش – المجلد الأول-ديوان أحبك أو لا أحبك – ط14- دار العودة – بيروت-1994- ص366
    • שולמית הראבין, ע''ם 5
    • محمود درويش: ص 390
    • שולמית הראבין, ע''ם 9
    • محمود درويش: ص 401
    • שולמית הראבין, ע''ם 10
    • محمود درويش:  ص404
    • שולמית הראבין, ע''ם 21
    • محمود درويش: ص 408
    • السابق : ص 421
    • שולמית הראבין, ע''ם 27
    • محمود درويش: ص 421- 
    • مداس أحمد: المعينات والموجهات في سيمياء التواصل ،الملتقى الدولى الخامس "السيمياء والنص الأدبي" ص 188
    • نفسه
    • محمود درويش: 421
    • שולמית הראבין, ע''ם 30
    • محمود درويش: ص 422
    • שולמית הראבין, ע''ם 30
    • محمود درويش: ص 423

    54- לקסיקון הספרות העברית החדשה

    https://library.osu.edu/projects/hebrew-lexicon/00075.php   

    2نوفمبر 2017- 1:47 م

    • שולמית הראבין, ע''ם 37
    • שם, ע''ם 42
    • שם, ע''ם 46
    • ראו, חנן חבר, שיר פוליטי, מפתח, 4/2011, ע''ם 220
    • د.جميل حمداوي: الاتجاهات السيميوطيقية ،التيارات والمدارس السيميوطيقية في الثقافة الغربية،شبكة الألوكة

    www.alokah.com-4-11-2017 3:24 pm

    • محمود درويش: ص 449
    • نفسه
    • שולמית הראבין, ע''ם26
    • محمود درويش: ص 410
    • مداس أحمد: المعينات والموجهات في سيمياء التواصل ،الملتقى الدولى الخامس "السيمياء والنص الأدبي" ص 182
    • نفسه
    • د. ريم مفوز الفواز: سيميائية الشخصية في الرواية السعودية، إصدارات النادي الأدبي الثقافي بجدة ، 1437-2015 ،ص 23
    • ترنز هوكز: البنيوية وعلم الإشارة، ترجمة مجيد الماشطة، ط1996، بغداد العراق، ص 114

    68- Groupe d'Entreverne : Analyse Semiotique des textes, ed. Toubkal, Casablanca, 1987, p : 7 - 9

    69- مارسيلو داسكال: الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة، ترجمة حميد لحميداني وأخرين، ط1، 1987، دار أفريقيا الشرق، البيضاء. 

    70- مبارك حنون:دروس في السيميائيات، ط1، 1987، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء؛ص 81

    71- שולמית הראבין, ע''ם26

    72- محمود درويش : ص 412

    73- د. ريم مفوز الفواز: سيميائية الشخصية في الرواية السعودية، إصدارات النادي الأدبي الثقافي بجدة ، 1437-2015 ،ص 23

    74- שולמית הראבין, ע''ם13

    75- انظر تثنية 34:4

    " وقال الرب له هذه هي الأرض التي أقسمت لإبراهيم واسحق ويعقوب لنسلك أعطيها قد أريتك إياها بعينيك ولكنك إلى هناك لا تعبر"

    وأيضا تثنية 4:6 " ودفنه في الجواء في أرض مؤاب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم."

    76- שולמית הראבין, ע''ם 17

    77- انظر تكوين : 21:12-14

    " فقال الله لإبراهيم (( لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك. في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها ، لأنه بإسحق يدعى لك نسل)) ، وابن الجارية أيضا سأجعله أمّة لأنه نسلك ، فبكّر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطاهما لهاجر ، واضعا إياهما على كتفها والولد وصرفها.فمضت وتاهت في برية بئر سبع"

    78- انظر سفر التكوين الإصحاح التاسع : 21-27"

    وابتدأ نوح يكون فلاحا وغرس كرما

    ذوشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه

    فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجا

    فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء، وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء. فلم يبصرا عورة أبيهما

    فلما استيقظ نوح من خمره، علم ما فعل به ابنه الصغير

    فقال: ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته

    وقال: مبارك الرب إله سام. وليكن كنعان عبدا لهم

    ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام، وليكن كنعان عبدا لهم"

    79- - שולמית הראבין, ע''ם 64

    80- שם, ע''ם 65

    81- שם, ע''ם 68

    82- محمود درويش: ص 411

    83- السابق: ص 414

    84- السابق: ص 428

    85- السابق: ص 448