الحجاج الساخر في مسرحية "بهلول.. المخبول" لأنس داود مستل من رسالة بعنوان : "الحجاج في المسرح الشعري عند أنس داود"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

تختلف مهمة الكاتب المسرحي عن غيره؛ وأساس الاختلاف يكمن في قدرة الأول على تجاوز نفسه باستمرار نحو ملامسة الآخر والكون المحيط به لتحقيق فهم أوسع وأكثر شمولا لجوهر المشكلات الفكرية والروحية والاجتماعية المعنية. وتمثل السخرية طريقا للتعبير عن الجوانب الانتقادية، والقصورات المجتمعية المختلفة، بلغة يمتزجها الضحك الناتج عن الآلام والمضايقات. وفي مسرحية "بهلول.. المخبول" جاءت سخرية الكاتب منصبة على أصحاب السلطة والنفوذ، فهي من ناحية تميل إلى الطرفة والإقناع والتهكم والضحك، ولكنها تضمر أبعادا كثيرة غائرة يغلفها الرمز والتلميح؛ حيث تستبطن نقدا لاذعا للسلطة، كما تحتوي على النقد الاجتماعي، وما يقوم به أصحاب السلطة والنفوذ من أخلاق سيئة، سواء أكان ذلك على مستوى معاملة الرعية معاملة سيئة، أم على مستوى النهب واختلاس أموال الدولة، أم على مستوى الانحطاط الأخلاقي؛ كما عمد الكاتب إلى اتباع طريقة تمكنه من التأثير بالقول، وهذه الطريقة هي عمل عقلي مبني على أمور نفسية واجتماعية وتاريخية تتفاعل في ذهن المتكلم فيقوم باختيار الوسائل للوصول إلى هدف معين. بالإضافة إلى استخدام استراتيجيات وطرائق معينة لتحقيق مقاصده؛ ومن ثم يتبع أساليب حجاجية متخيرة، ووسائل لغوية متفاعلة فيما بينها، خاضعة لترتيب وتدبير وتنظيم، والغرض منها حمل المحاج على تجاوز مرحلة التصديق والاقتناع إلى مراحل أخرى عبر استراتيجيات متنوعة مثل: السخرية بنوعيها: "المضمرة، والمباشرة"، والمناورة، والاستمالة.