كانت السرديات مهتمة بأشكال السرد اللفظية وبالأخص الأدبية، حتى يكاد المرء يتوهم أن السردي هو اللفظي وما عداه ليس سرديا، وإذا أخذنا بهذا المنطق الذي يحصر السردي في صيغة اللفظي، فأين يمكن إذن أن نموضع الأشكال التواصلية الأخرى التي تعتمد السرد في تشكيلها لخطابها؟ لنأخذ مثلا الصور الثابتة أو المتحركة في الشرائط المرسومة أو في الأفلام السينمائية الحديثة فإنها قادرة على إنتاج المحكي، وهذا كان مدعاة إلى إعادة النظر في حدود السردي الذي ظل ردحا من الزمن مرتبطا باللفظي؛ إذ ذاك بدأت السرديات تتجه نحو تجاوز حدود الأدبي إيمانا منها بضرورة تجديد مسار البحث السردي لكي ينفتح على مختلف الوسائط التي يظهر من خلالها السرد ويتشكل بها المحكي، ومن ثمة أصبح من الممكن تتبع السرد خارج الآفاق اللفظية؛ أي داخل الفنون البصرية على اختلافها مثل الرقص، السينما، الإعلان، الكاريكاتير والشرائط المرسومة..إلى آخره.