الشعر بين التخييل والإقناع (المتنبي أنموذجا)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

     من المؤكد – والأمر كذلك- أن للقريض العربي خصائص فنية وظواهر جمالية تميز بها على مدى العصور الآفلة عن سائر الخطابات الإنسانية الأخرى. إلا أن جل الدراسات التي اهتمت بالشعر العربي تغافلت عن مقاربة هذا الموروث التالد من المنظور الحجاجي الإقناعي، وذلك لأن غالبيتهم لم يسلموا بعد بقابلية احتواء الشعر على المقومات الحجاجية الإقناعية التي تراعي المقصدية الإمتاعية، فأسقطوا هذه المقاربة المهمة من اهتماماتهم البلاغية جملة وتفصيلا. من هذا المنطلق ستسعى هذه الدراسة إلى ضرورة التأكيد على توافر ملامح الإقناع والتي تتساند مع صور الإمتاع، لأجل تحقيق غاية الخطاب الشعري الحجاجي التداولي، بإحداث التأثير العاطفي المطلوب في نفس المتلقي، بل تغيير سلوكاته، وتعزيز قناعاته حول الدعاوى التي ينافح دونها الباث. من ثم سنحاول أن نبحث عن مظاهر حجاجية الصورة الشعرية عبر نماذج لقصيدة أبي الطيب المتنبي (على قدر أهل العزم تأتي العزائم) من خلال استثمار المتنبي لحجاجية الصورة البلاغية من (استعارة، تمثيل) كآليات تمخضت عن البلاغة الجديدة والمتمثلة في شخص – شاييم بيرلمان ولوسي البريخت تيتكاه - لبلوغ مقاصده من خلال التأثير في المتلقي ولحمله على التسليم ببطولة سيف الدولة الحمداني.