تصنيف أفعال الحزن في المعجم الوسيط - دراسة لسانية ‏حاسوبية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية ـ جامعة القصيم

المستخلص

يشهده عصر المعلوماتية والتّقدّم التّكنولوجي تطورا سريعا، أصبحت  فيه اللّغة موضوعا متميّزًا ومثيرًا للتّساؤل الهندسي، ذلك أنّها نظام معقّد لا يمكن السّيطرة عليه بمقاربة تبسيطيّة مسطّحة، وإنّما نحتاج إلى أن نأخذ في الاعتبار مجموعة من الأبعاد في تفاعلها وتضافرها. وقد أسفر ارتباط المجالين: اللغوي والهندسي، عن وجود علم هندسة اللّغة أو اللّسانيّات الحاسوبية (Computional Linguistics)، وموضوعها ترجمة اللّغة إلى رموز رياضية يفهمها الحاسوب ويعالجها لأغراض مختلفة مثل التّرجمة أو التعليم أو معالجة الوثائق والمعطيات النصية وغيرها من التطبيقات العديدة. وباختصار فإن هدف اللّسانيّات الحاسوبية استعمال قدرة الحاسوب وكفاءته من أجل وصف اللغة البشرية ومعالجتها إما لبناء نظريات صورية للمعرفة اللّغوية التّي يحتاجها الإنسان لتوليد اللّغة وفهمها، واستجماع وجوهها ، وإما بإنتاج برامج تقنية حاسوبية  ذات معرفة باللّغة، بغية تحسين التفاعل بين الإنسان والآلة.
وإذا كانت اللغة عبارة عن طبقات يمكن أن تدُرس منفصلة (صوت، صرف، تركيب، دلالة)، فإن المعجم يمثل نقطة التقاء جميع هذه المستويات المؤذنة بتكوين المعنى، ومن ثم يشكل بنية معقدة إلى درجة يتعذر معها الخوض في تفاصيلها الدقيقة ومتاهاتها المتشابكة، والكشف عن أسرار بنيتها الداخلية باستعمال الوسائل اليدوية، التقليدية، ولذلك اخترت في هذه الدراسة إيلاء عناية خاصة بالمعجم ومعالجة الرصيد المعجمي المتصل بأفعال الحزن معالجة حاسوبية، اعتمادا على المعجم الوسيط، بغية تجميع وحدات هذه الأفعال بحسب المشترك والمختلف بينها في أصناف أو طبقات، لبناء مدونة كاشفة عن الحقول المعجمية والدلالية حقيقة أو مجازا، وإعادة النظر في تلك الحقول على المستويين: التاريخي والتزامني، وهو أحد المنظورات الأساسية في بحثناالذي استعنت في إنجازه ببعض أدوات المعالجات الحاسوبية أهمها برنامج ( نوج - NOOJ) الذي مكننا من تتبع أفعال الحزن وسياقاتها الدقيقة في كامل النسخة الرقمية من "المعجم الوسيط".