فاعلية النص التراثي في اختبار الفروض العلمية في التطبيقات ‏النقدية المعاصرة

يهدف هذا البحث إلى دراسة نماذج من النقد العربي المنهجي الذي طُبِّق على النص الأدبي القديم؛ وذلك بُغيةَ التحقق من فرضية مؤدّاها أن النص الأدبي التراثي كان يتيح لهذه المناهج تطبيقًا أكثر فاعلية بما له من ممكنات كميّة وموضوعية. وفي سبيل ذلك تناول البحث قضية العلمية في النقد الأدبي تاريخيًّا وموضوعيًّا؛ وذلك في النقدين العربي والغربي، وكيف أن هذه القضية ظلت إشكالًا لا يمكن حسمه في ضوء حضور البعد الذاتي في العمليتين الإبداعية والنقدية على حدٍّ سواء. وقد قدّم البحث نماذج على التطبيق النقدي المنهجي على الشعر الجاهلي، تنتمي إلى الأسلوبية والبنيوية والسيميائية بوصفها المناهج النقدية التي ارتبطت بالنص من الداخل، وكانت لها إجراءاتها الواضحة، وفروضها التي تسعى وفق أدوات معروفة إلى التحقق منها، فتناولت دراسة لأحمد صلاح إبراهيم تطبِّق مقياس يول الأسلوبي الإحصائي على شعر امرئ القيس، ودراسة لكمال أبي ديب للشعر الجاهلي وفق المنهج البنيوي، ودراسة لموسى ربابعة للشعر الجاهلي وفق المنهج السيميائي، وجميعها التزمت المنهجية في الفروض والمفاهيم والإجراءات، على نحو ما بيّنته الدراسة وما انتهت إليه نتائجها.