أم کلثوم تؤلف الأطلال

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

اللبنة الأولى في بنيان أم کلثوم لبنة لغوية، ولبنة جمالية، کانتا الأساس الذي ارتفع عليه هذا البنيان وازدهر وآتى أکله على امتداد أکثر من نصف قرن من الزمن لم تنقطع أم کلثوم يوما عن البحث عن الجديد من الکلمات، ولا من الأنغام ، ولا من صياغة المواقف الفکرية والقومية والعربية المعبرة عن وظيفة الفن، أو المعبرة عن وعي الفنان ، إذا کان مثقفا، برسالته الاجتماعية والأدبية نحو وطنه، ونحو عروبته، ونحو المعاني التي يلتف حولها الإنسان هنا أوهناک أمس أو اليوم أو غدا. فقد أعادت أم کلثوم للمغني مکانته واعتباره، کما أعادت لفن الغناء هيبته ووقاره حين ربطته بفن الشعر وأعادت اللحمة القديمة بينهما حين جعلت الشعر والشعرية قرينة الغناء وسمو الأداء. ويصعب على أم کلثوم التي تکونت هذا التکوين أن تکون متلقية سلبية لما يقدمه لها الشعراء أو الزجالون أو الموسيقيون، فهى لا تکتفي بالاختيار بل تتدخل في إيجاد بدائل للمفردات الثقيلة الوقع على الأذن، والصعبة الفهم عند عامة ‏المتلقين. وهکذا مارست أم کلثوم دائما وظيفة الناقد البصير فيما تقرأ وفيما تنتقي وتختار وفيما تقدمه لجمهورها، وتتوقف هذه الدراسة أمام هذه القصيدة ممثلة في غناء أم کلثوم لقصيدة الأطلال التي کتبها ناجي، ويعنينا بشکل أساسي استجلاء کيف بعثتها أم کلثوم بعثا جديدا لم يکن لها من قبل؟
 

الكلمات الرئيسية